أخصائية تخاطب أ. نهى رضوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أخصائية تخاطب أ. نهى رضوان

منتدى لكل المواضيع التي تخص التخاطب وزيادة الحصيلة اللغوية وتنمية المهارات للأطفال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بحث صعوبات التعلم الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نهى رضوان
Admin



المساهمات : 106
تاريخ التسجيل : 29/12/2011

بحث صعوبات التعلم الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: بحث صعوبات التعلم الجزء الاول   بحث صعوبات التعلم الجزء الاول Emptyالأحد فبراير 09, 2014 9:14 pm



أبناءنا في ظل صعوبات التعلم

بحـث وإعـداد
أخصائية التخاطب
نهى رضوان



المقدمة
أحيانا نعجز عن تفسير بعض الظواهر أو نفشل في فهم بعض البديهيات, لكن لا يعني ذلك عجزنا التام عن الفهم أو التعلم أو المحاولة في التفسير والبحث عن خفايا ما نراه بأعيننا ونشعر به.
لكن هناك من أبناءنا من هم بالفعل قد يعانوا من هذا العجز الحقيقي عن التعلم والقدرة على تفسير الأشياء وربطها بعقولهم وأحاسيسهم .
فيتوقفون عن أي ردة فعل لهذه الظاهرة, عاجزين عن التعبير , والتفاعل مع ما يرونه أو يحسونه .
ففي كثير من الأحيان ينتاب الأبوين الخوف والقلق لما يلاحظانه على صغيرهما من عدم القدرة على إمساك الأشياء بكلتا يديه أو كثرة حركته واندفاعه وبخاصة في أثناء اللعب أو السير أو لعدم تجاوبه مع ما يدور حوله من حركة أو أحداث مثيره.
وفي الجهة الأخرى نرى الأمر نفسه يحدث مع المدرسين , إذ كثيرا ما يواجهون صعوبات في أداء رسالتهم اتجاه الأطفال نتيجة مشكلات توصيل المعلومات وتفسيرات الظواهر لخيالات وتفكير هؤلاء الأطفال , فمنهم من يقوم بإثارة الشغب داخل الفصل , ومنهم من يقوم بالاعتداء على زملاءه ومنهم من يضايق غيره ومنهم المهمل في أداء واجباته وفهم دروسه.
لكن كل هذه التصرفات ترجع إلى سبب خارج عن إرادتهم وهو عجزهم عن الفهم والتعلم والربط وهو سبب خارج عن نطاق التخلف العقلي أو الإعاقة السمعية أو البصرية، وإنما قد تكون إعاقة في مجال الإدراك والربط بين ما يرونه وما يصل للمخ .
لذا فهم بحاجة لمن يقوم بدور الربط بالنسبة لهم ليساعدهم على تخطي مرحلة عدم الفهم والوصول لمرحلة الفهم والاستيعاب بين ما يرونه وما يشعرون به وما يدركونه بعقولهم.
تعريف صعوبات التعلم
هناك العديد من التعريفات لصعوبات التعلم، ومن أشهرها أنها الحالة التي يظهر على صاحبها مشكلة أو أكثر في الجوانب التالية "القدرة على استخدام اللغة أو فهمها، أو القدرة على الإصغاء والتفكير والكلام أو القراءة
أو الكتابة أو العمليات الحسابية البسيطة"، وقد تظهر هذه المظاهر مجتمعة وقد تظهر منفردة، أو قد يكون لدى الطفل مشكلة في اثنتين أو ثلاث فقط مما ذكر.
وتعرف صعوبات التعلم بأنها اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة والتي تبدو في اضطرابات الاستماع، والتفكير، والكلام، والقراءة، والكتابة "الإملاء، والتعبير، والخط" والرياضيات والتي لا تعود إلى أسباب تتعلق بالعوق العقلي أو السمعي أو البصري أو غيرها من أنواع العوق
أو ظروف التعلم أو الرعاية الأسرية.
فصعوبات التعلم تعني وجود مشكلة في التحصيل الأكاديمي في مواد القراءة أو الكتابة أو الحساب، وغالبًا يسبق ذلك مؤشرات، مثل صعوبات في تعلم اللغة الشفهية، فيظهر الطفل تأخرًا في اكتساب اللغة، وغالبًا يكون ذلك متصاحبًا بمشاكل نطقية، وينتج ذلك عن صعوبات في التعامل مع الرموز، حيث إن اللغة هي مجموعة من الرموز أصوات كلامية وبعد ذلك الحروف الهجائية المتفق عليها بين متحدثي اللغة الواحدة والتي يستخدمها المتحدث
أو الكاتب لنقل رسالة "معلومة أو شعور أو حاجة" إلى المستقبل، فيحلل هذا المستقبل هذه الرموز، ويفهم المراد مما سمعه أو قرأه، فإذا حدث خلل
أو صعوبة في فهم الرسالة بدون وجود سبب لذلك "مثل مشاكل سمعية
أو انخفاض في القدرات الذهنية"، فإن ذلك يتم إرجاعه إلى كونه صعوبة في تعلم هذه الرموز، وهو ما نطلق عليه صعوبات التعلم.
إذن الشرط الأساسي لتشخيص صعوبة التعلم هو وجود تأخر ملحوظ، مثل الحصول على معدل أقل عن المعدل الطبيعي المتوقع مقارنة بمن هم في سن الطفل، وعدم وجود سبب عضوي أو ذهني لهذا التأخر "فذوي صعوبات التعلم تكون قدراتهم الذهنية طبيعية"، وطالما أن الطفل لا يوجد لديه مشاكل في القراءة والكتابة، فقد يكون السبب أنه بحاجة لتدريب أكثر حتى تصبح قدرته أفضل، وربما يعود ذلك إلى مشكلة مدرسية، وربما يكون هذا جزء من الفروق الفردية في القدرات الشخصية، فقد يكون الشخص أفضل في الرياضيات منه في القراءة أو العكس.
ويعتقد أن ذلك يرجع إلى صعوبات في عمليات الإدراك نتيجة خلل بسيط في أداء الدماغ لوظيفته، أي أن الصعوبات في التعلم لا تعود إلى إعاقة في القدرة السمعية أو البصرية أو الحركية أو الذهنية أو الانفعالية لدى الفرد الذي لديه صعوبة في التعلم، ولكنها تظهر في صعوبة أداء هذه الوظائف كما هو متوقع.
ورغم أن ذوي الإعاقات السابق ذكرها يظهرون صعوبات في التعلم، ولكننا هنا نتحدث عن صعوبات التعلم المنفردة أو الجماعية، وهي الأغلب التي يعاني منها الطفل.
و تشخيص صعوبات التعلم قد لا يظهر إلا بعد دخول الطفل المدرسة، وإظهار الطفل تحصيلاً متأخرًا عن متوسط ما هو متوقع من أقرانه ممن هم في نفس العمر والظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية حيث يظهر الطفل تأخرًا ملحوظًا في المهارات الدراسية من قراءة أو كتابة أو حساب.
وتأخر الطفل في هذه المهارات هو أساس صعوبات التعلم، وما يظهر بعد ذلك لدى الطفل من صعوبات في المواد الدراسية الأخرى يكون عائدًا إلى أن الطفل ليست لديه قدرة على قراءة أو كتابة نصوص المواد الأخرى، وليس إلى عدم قدرته على فهم أو استيعاب معلومات تلك المواد تحديدًا.
والمتعارف عليه هو أن الطفل يخضع لفحص صعوبات تعلم إذا تجاوز الصف الثاني الابتدائي واستمر وجود مشاكل دراسية لديه.

أهداف برنامج صعوبات التعلم:
يهدف برنامج صعوبات التعلم إلى زيادة فاعلية التعليم، وذلك بتقديم أفضل الخدمات التربوية والتعليمية إلى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم عن طريق:
1ـ تقديم الخدمات التربوية الخاصة بالتلاميذ الذين لديهم صعوبات في التعلم بعد اكتشافهم وتشخيص حالاتهم.
2ـ توعية وإرشاد مديري المراكز والمعلمين وكذلك التلاميذ أنفسهم بأهمية برنامج صعوبات التعلم وإبراز مزاياه وجوانبه الإيجابية.
3ـ تقديم الاستشارة التربوية للأخصائيي التي تساعدهم في تدريس بعض التلاميذ .
4ـ تقديم إرشادات لأولياء أمور التلاميذ الذين يتلقون خدمات البرنامج لمساعدتهم في التعامل مع حالة التلميذ في المنزل.


مؤشرات صعوبات التعلم

هناك العديد من العلامات التي تشير وتدل على وجود صعوبات تعلم لدى الطفل وتدل على أنه من ذوي صعوبات التعلم ومنها:
ــ السلوك الاندفاعي ألتهوري .
ــ النشاط الزائد أو الخمول المفرط .
ــ الافتقار إلى مهارات التنظيم .
ــ عدم المثابرة .
ــ الصعوبات الإدراكية البصرية .
ــ الارتباك .
ــ التشتت .
ــ العجز عن الانتباه .
ــ عدم القدرة على التركيز .
ــ عدم القدرة على القراءة .
ــ قلب الحروف والأرقام والخلط بينهما .
ــ صعوبات كبيرة في الحساب.
ــ الافتقار إلى المهارات الحركية الدقيقة .
ــ عدم القدرة على استيعاب التعليمات .

وهناك بعض المؤشرات التي تمكن اختصاصي النطق واللغة
أو اختصاصي صعوبات التعلم من توقع وجود مشكلة مستقبلية، ومن أبرزها ما يلي:
- التأخر في الكلام أي التأخر اللغوي.
- وجود مشاكل عند الطفل في اكتساب الأصوات الكلامية أو إنقاص
أو زيادة أحرف أثناء الكلام.
- ضعف التركيز أو ضعف الذاكرة.
- صعوبة الحفظ.
- صعوبة التعبير باستخدام صيغ لغوية مناسبة.
- صعوبة في مهارات الرواية.
- استخدام الطفل لمستوى لغوي أقل من عمره الزمني مقارنة بأقرانه.
- وجود صعوبات عند الطفل في مسك القلم واستخدام اليدين في أداء مهارات مثل: التمزيق، والقص، والتلوين، والرسم.
وغالبًا تكون القدرات العقلية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم طبيعية أو أقرب للطبيعية وقد يكونون من الموهوبين.

أما بعض مظاهر ضعف التركيز، فهي تظهر في:
- صعوبة إتمام نشاط معين وإكماله حتى النهاية.
- صعوبة المثابرة والتحمل لوقت مستمر "غير متقطع".
- سهولة التشتت أو الشرود، أي ما نسميه السرحان.
- صعوبة تذكر ما يُطلب منه "ذاكرته قصيرة المدى".
- تضييع الأشياء ونسيانها.
- قلة التنظيم.
- الانتقال من نشاط لآخر دون إكمال الأول.
- عند تعلم الكتابة "الإملاء" يميل الطفل للمسح باستمرار.
- أن تظهر معظم هذه الأعراض في أكثر من موضع، مثل: البيت، والمدرسة، ولفترة تزيد عن ثلاثة أشهر.
- عدم وجود أسباب طارئة مثل ولادة طفل جديد أو الانتقال من المنزل، إذ إن هذه الظروف من الممكن أن تسبب للطفل انتكاســة وقتية إذا لم يهيأ الطفل لها.
وقد تظهر أعراض ضعف التركيز مصاحبة مع فرط النشاط أو الخمول الزائد، وتؤثر مشكلة ضعف التركيز بشكل واضح على التعلم، حتى وإن كانت منفردة، وذلك للصعوبة الكبيرة التي يجدها الطفل في الاستفادة من
المعلومات، بسبب عدم قدرته على التركيز للفترة المناسبة لاكتساب المعلومات.
ويتم التعامل مع هذه المشكلة بعمل برنامج تعديل سلوك.
ورغم أن هذه المشكلة تزعج الأهل أو المعلمين في المدرسة العادية،
فإن التعامل معها بأسلوب العقاب قد يفاقم المشكلة، لأن إرغام الطفل
على أداء شيء لا يستطيع عمله يضع عليه عبئًا سيحاول بأي شكل
التخلص منه، وهذا ما يؤدي ببعض الأطفال الذين لا يتم اكتشافهم
أو تشخيصهم بشكل صحيح للهروب من المدرسة "وهذا ما يحدث غالبًا
مع ذوي صعوبـــات التعلــــم أيضًـــــا إذا لم يتـــم تشخيصهــــم في الوقت المناسب".
وليست المشاكل الدراسية هي المشكلة الوحيدة، بل إن العديد من المظاهر السلوكية أيضًا تظهر لدى هؤلاء الأطفال، بسبب عدم التعامل معهم بشكل صحيح مثل العدوان اللفظي والجسدي، الانسحاب والانطواء، مصاحبة رفاق السوء والانحراف، نعم... فرغم أن المشكلة تبدو بسيطة، فإن عدم النجاح في تداركها وحلِّها مبكرًا قد ينذر بمشاكل حقيقية.

ومما سبق من هو الطفل الذي يعاني صعوبات التعلم؟
هو طفل لا يعاني إعاقة عقلية، أو حسية "سمعية أو بصرية"، أو حرمانا ثقافيا، أو بيئيا، أو اضطرابا انفعاليا، بل هو طفل يعاني اضطرابا في العمليات العقلية أو النفسية الأساسية التي تشمل الانتباه والإدراك وتكوين المفهوم والتذكر وحل المشكلة يظهر صداه في عدم القدرة على تعلم القراءة والكتابة والحساب وما يترتب عليه سواء في المدرسة الابتدائية أو فيما بعد من قصور في تعلم المواد الدراسية المختلفة، لذلك يلاحظ الآباء والمعلمون إن هذا الطفل لا يصل إلى نفس المستوى التعليمي الذي يصل له زملاؤه من نفس السن على الرغم مما لديه من قدرات عقلية ونسبة ذكاء متوسطة أو فوق المتوسطة.

المظاهر العامة لذوي صعوبات التعلم

يتميز ذوي الصعوبات التعليمة عادة، بمجموعة من السلوكيات التي تتكرر في العديد من المواقف التعليمية والاجتماعية، والتي يمكن للمعلم
أو الأهل ملاحظتها بدقة عند مراقبتهم في الواقف المتنوعة والمتكررة.
ومن أهم هذه الصفات ما يلي:
1. اضطرابات في الإصغاء:
تعتبر ظاهرة شرود الذهن، والعجز عن الانتباه، والميل للتشتت نحو المثيرات الخارجية، من أكثر الصفات البارزة لهؤلاء الأفراد. إذ أنّهم لا يميّزون بين المثير الرئيس والثانوي. حيث يملّ الطفل من متابعة الانتباه لنفس المثير بعد وقت قصير جداً، وعادة لا يتجاوز أكثر من عدة دقائق. فهؤلاء الأولاد يبذلون القليل من الجهد في متابعة أي أمر، أو أنهم يميلون بشكل تلقائي للتوجه نحو مثيرات خارجية ممتعة بسهولة، مثل النظر عبر نافذة الصف، أو مراقبة حركات الأولاد الآخرين. بشكل عام، نجدهم يلاقون صعوبات كبيرة في التركيز بشكل دقيق في المهمات والتخطيط المسبق لكيفية إنهائها، وبسبب ذلك يلاقون صعوبات في تعلم مهارات جديدة
2. الحركة الزائدة:
تميّز بشكل عام الأطفال الذين يعانون من صعوبات مركبة من ضعف الإصغاء والتركيز، وكثرة النشاط، والاندفاعية، ويطلق على تلك الظاهرة باضطرابات الإصغاء والتركيز والحركة الزائدة وتلك الظاهرة مركبة من مجموعة صعوبات، تتعلق بالقدرة على التركيز، وبالسيطرة على الدوافع وبدرجة النشاط وعرِّفت حسب الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين كدرجات تطورية غير ملائمة من عدم الإصغاء، والاندفاعية والحركة الزائدة. عادة، تكون هذه الظاهرة قائمة بحد ذاتها كإعاقة تطورية مرتبطة بأداء الجهاز العصبي، ولكنها كثيراً ما تترافق مع الصعوبات التعليمة. وليس بالضرورة أن كل من لديه تلك الظاهرة يعاني من صعوبات تعلميه ظاهرة .
3. الاندفاعية والتهور:
قسم من هؤلاء الأطفال يتميزون بالتسرع في إجاباتهم، وردود فعلهم، وسلوكياتهم العامة. مثلاً، قد يميل الطفل إلى اللعب بالنار، أو القفز إلى الشارع دون التفكير في العواقب المترتبة على ذلك. وقد يتسرع في الإجابة على أسئلة المعلم الشفوية، أو الكتابية قبل الاستماع إلى السؤال
أو قراءته. كما وأن البعض منهم يخطئون بالإجابة على أسئلة قد عرفوها من قبل، أو يرتجلون في إعطاء الحلول السريعة لمشاكلهم، بشكل قد يوقعهم بالخطأ، وكل هذا بسبب الاندفاعية والتهور .
4. صعوبات لغوية مختلفة:
لدى البعض منهم صعوبات في النطق، أو في الصوت ومخارج الأصوات، أو في فهم اللغة المحكية.
حيث تعتبر الدسلكسيا "صعوبات شديدة في القراءة".
وظاهرة الديسغرافيا "صعوبات شديدة في الكتابة".
وهما من مؤشرات الإعاقات اللغوية.
كما ويعد التأخر اللغوي عند الأطفال من ظواهر الصعوبات اللغوية، حيث يتأخر استخدام الطفل للكلمة الأولى لغاية عمر الثالثة بالتقريب، علماً بأن العمر الطبيعي لبداية الكلام هو في عمر السنة الأولى.
5. صعوبات في التعبير اللفظي (الشفوي):
يتحدث الطفل بجمل غير مفهومة، أو مبنية بطريقة خاطئة وغير سليمة من ناحية التركيب ألقواعدي.
هؤلاء الأطفال يستصعبون كثيراً في التعبير اللغوي الشفوي إذ نجدهم يتعثرون في اختيار الكلمات المناسبة، ويكررون الكثير من الكلمات، ويستخدمون جملاً متقطعة، وأحياناً دون معنى، عندما يطلب منهم التحدث عن تجربة معينة، أو استرجاع أحداث قصة قد سمعوها سابقا وقد تطول قصتهم دون إعطاء الإجابة المطلوبة أو الوافية.
ان العديد منهم يعانون من ظاهرة يطلق عليها بعجز التسمية، أي صعوبة في استخراج الكلمات أو إعطاء الأسماء أو الاصطلاحات الصحيحة للمعاني المطلوبة، فالأمر الذي يحصل لنا عدة مرات في اليوم الواحد، عندما نعجز عن تذكر بعض الأسماء أو الأحداث، نلاحظه يحدث عشرات، بل مئات المرات لذوي الصعوبات التعليمة.
6. صعوبات في الذاكرة:
يوجد لدى كل فرد ثلاثة أقسام رئيسة للذاكرة، وهي الذاكرة القصيرة، والذاكرة العاملة، والذاكرة البعيدة. حيث تتفاعل تلك الأجزاء مع بعضها البعض لتخزين واستخراج المعلومات والمثيرات الخارجية عند الحاجة إليها. الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلميه، عادة، يفقدون القدرة على توظيف تلك الأقسام أو بعضها بالشكل المطلوب، وبالتالي يفقدون الكثير من المعلومات، مما يدفع المعلم إلى تكرار التعليمات والعمل على تنويع طرق عرضها.
7. صعوبات في التفكير:
هؤلاء الأطفال يواجهون مشكلة في توظيف الاستراتيجيات الملائمة لحل المشاكل التعليمية المختلفة.
فقد يقومون بتوظيف استراتيجيات بدائية وضعيفة لحل مسائل الحساب وفهم المقروء، وكذلك عند الحديث والتعبير الكتابي.
ويعود جزء كبير من تلك الصعوبات إلى افتقار عمليات التنظيم، لكي يتمكن الإنسان من اكتساب العديد من الخبرات والتجارب، فهو بحاجة إلى القيام بعملية تنظيم تلك الخبرات بطريقة ناجحة، تضمن له الحصول عليها واستخدامها عند الحاجة.
ولكن الأولاد الذين يعانون من الصعوبات التعليمة وفي العديد من المواقف يستصعبون بشكل ملحوظ في تلك المهمة إذ يستغرقهم الكثير من الوقت للبدء بحل الواجبات وإخراج الكراسات من الحقيبة، والقيام بحل مسائل حسابية متواصلة، أو ترتيب جملهم أثناء الحديث أو الكتابة.
8. صعوبات في فهم التعليمات:
التعليمات التي تعطى لفظياً ولمرة واحدة من قبل المعلم تشكل عقبة أمام هؤلاء الطلاب، بسبب مشاكل التركيز والذاكرة لذلك نجدهم يسألون المعلم تكراراً عن المهمات أو الأسئلة التي يوجهها للطلاب.
كما وأنّ البعض منهم لا يفهمون التعليمات المطلوبة منهم كتابياً، لذا يلجئون إلى سؤال المعلم أو تنفيذ التعليمات حسب فهمهم الجزئي، أو حتى التوقف عن التنفيذ حتى يتوجه إليهم المعلم ويرشدهم فردياً .
9. صعوبات في الإدراك العام واضطراب المفاهيم:
يعني صعوبات في إدراك المفاهيم الأساسية مثل: الشكل والاتجاهات والزمان والمكان، والمفاهيم المتجانسة والمتقاربة والأشكال الهندسية الأساسية وأيام الأسبوع ..الخ
10. صعوبات في التآزر الحسي – الحركي :
عندما يبدأ الطفل برسم الأحرف أو الأشكال التي يراها بالشكل المناسب أمامه، ولكنه يفسرها بشكل عكسي، فإن ذلك يؤدي إلى كتابة غير صحيحة مثل كلمات معكوسة، أو كتابة من اليسار لليمين أو نقل أشكال بطريقة عكسية.
هذا التمرين أشبه بالنظر إلى المرآة ومحاولة تقليد شكل أو القيام بنقل صورة تراها العين بالشكل المقلوب فالعين توجه اليد نحو الشيء الذي تراه بينما يأمرها العقل بغير ذلك ويوجه اليد للاتجاه المغاير.
هذه الظاهرة تميز الأطفال الذين يستصعبون في عمليات الخط والكتابة،
وتنفيذ المهارات المركبة التي تتطلب تلاؤم عين- يد، مثل القص والتلوين والرسم، والمهارات الحركية والرياضية، وضعف القدرة على توظيف الأصابع أثناء متابعة العين بالشكل المطلوب .
11. صعوبات في العضلات الدقيقة:
مسك القلم تكون غير دقيقة وقد تكون ضعيفة، أو أنهم لا يستطيعون تنفيذ تمارين بسيطة تتطلب معالجة الأصابع.
12. ضعف في التوازن الحركي العام:
صعوبات كتلك تؤثر على مشية الطفل وحركاته في الفراغ، وتضر بقدراته في الوقوف أو المشي على خشبة التوازن، والركض بالاتجاهات الصحيحة في الملعب.
13. اضطرابات عصبية - مركبة:
مشاكل متعلقة بأداء الجهاز العصبي المركزي.
وقد تظهر بعض هذه الاضطرابات في أداء الحركات العضلية الدقيقة، مثل الرسم والكتابة .
14. صعوبات تعلميه خاصة في القراءة، الكتابة، والحساب:
تظهر تلك الصعوبات بشكل خاص في المدرسة الابتدائية، وقد ينجح الأطفال الأكثر قدرة على الذكاء والاتصال والمحادثة، في تخطي المرحلة الدنيا بنجاح نسبي، دون لفت نظر المعلمين حديثي الخبرة
أو غير المتعمقين في تلك الظاهرة، ولكنهم سرعان ما يبدؤون بالتراجع عندما تكبر المهمات وتبدأ المسائل الكلامية في الحساب تأخذ حيزاً من المنهاج.
وهنا يمكن للمعلمين غير المتمرسين ملاحظة ذلك بسهولة .
15. البطء الشديد في إتمام المهمات:
تظهر تلك المشكلة في معظم المهمات التعليمية التي تتطلب تركيزاً متواصلاً وجهداً عضلياً وذهنياً في نفس الوقت، مثل الكتابة، وتنفيذ الواجبات المنزلية.
16. عدم ثبات السلوك:
أحياناً يكون الطالب مستمتعاً ومتواصلاً في أداء المهمة، أو في التجاوب والتفاعل مع الآخرين؛ وأحياناً لا يستجيب للمتطلبات بنفس الطريقة التي ظهر بها سلوكه سابقاً .
17. عدم المجازفة وتجنب أداء المهام خوفا من الفشل:
هذا النوع من الأطفال لا يجازف ولا يخاطر في الإجابة على أسئلة المعلم المفاجئة والجديدة.
فهو يبغض المفاجآت ولا يريد أن يكون في مركز الانتباه دون معرفة النتيجة لذلك.
فمن خلال تجاربه تعلم أنّ المعلم لا يكافئه على أجوبته الصحيحة، وقد يحرجه ويوجه له اللوم أو السخرية إذا أخطأ، لذلك نجده مستمعاً أغلب الوقت أو محجباً عن المشاركة؛ لأنه لا يضمن ردة فعل المعلم أو النتيجة.
18. صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية سليمة:
إنّ أي نقص في المهارات الاجتماعية للفرد قد تؤثر على جميع جوانب الحياة، بسبب عدم قدرة الفرد لأن يكون حساساً للآخرين، وأن يدرك كبقية زملائه، قراءة صورة الوضع المحيط به.
لذلك نجد هؤلاء الأطفال يخفقون في بناء علاقات اجتماعية سليمة، قد تنبع من صعوباتهم في التعبير وانتقاء السلوك المناسب في الوقت الملائم...الخ
وقد أشارت الدراسات إلى أنّ ما نسبته 34% إلى 59% من الطلاب الذين يعانون من الصعوبات التعليمة، معرضون للمشاكل الاجتماعية. كما وأن هؤلاء الأفراد الذين لا يتمكنون من تكوين علاقات اجتماعية سليمة، صنِّفوا كمنعزلين، ومكتئبين، وبعضهم يميلون إلى الأفكار الانتحارية .
19. الانسحاب المفرط:
مشاكلهم الجمة في عملية التأقلم لمتطلبات المدرسة، تحبطهم بشكل كبير وقد تؤدي إلى عدم رغبتهم في الظهور والاندماج مع الآخرين، فيعزفون عن المشاركة في الإجابات عن الأسئلة، أو المشاركة في النشاطات الصفية الداخلية، وأحياناً الخارجية .

جدير بالذكر هنا، أنّ هذه الصفات لا تجتمع، بالضرورة، عند نفس الطفل، بل تشكل أهم المميزات للاضطرابات غير المتجانسة كما تم التطرق إليها بالتعريف.
كما وقد تحظى الصفات التي تميز ذوي الصعوبات التعليمة، بتسميات عدة في أعمار مختلفة.
مثلا قد يعاني الطفل من "صعوبات في النطق" في الطفولة المبكرة ويطلق عليها "التأخر اللغوي"، بينما يطلق على هذه المشكلة "صعوبات قرائية" في المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الثانوية يطلق عليها "الصعوبات الكتابية".

أنواع وأنماط صعوبات التعلم

تنقسم أنواع صعوبات التعلم إلى:
1- صعوبات تعلم إنمائية:
وهي تتعلق بنمو القدرات العقلية للطالب والعمليات المسئولة عن
التوافق الدراسي له وتوافقه الشخصي والاجتماعي والمهني
وتشمل صعوبات "الانتباه ـ الإدراك ـ التفكير ـ التذكر ـ حل
المشكلة" .
ومن الملاحظ أن الانتباه هو أولى خطوات التعلم وبدونه لا يحدث الإدراك وما يتبعه من عمليات عقلية مؤداها في النهاية التعلم وما يترتب على الاضطراب في إحدى تلك العمليات من انخفاض مستوى التلميذ في المواد الدراسية المرتبطة بالقراءة والكتابة وغيرها.
2- صعوبات تعلم أكاديمية:
وهي تشمل صعوبات القراءة والكتابة والحساب وهي نتيجة ومحصلة لصعوبات التعلم الإنمائية أو أن عدم قدرة التلميذ على تعلم تلك المواد يؤثر على اكتسابه التعلم في المراحل التالية.
وسوف نتطرق إلى أنواع صعوبات التعلم بالتفصيل فيما بعد.

محكات التعرف على صعوبات التعلم :
هناك خمسة محكات يمكن بها تحديد صعوبات التعلم والتعرف عليها وهي:
1- محك التباعد:
ويقصد به تباعد المستوى التحصيلي للطالب في مادة عن المستوى المتوقع منه حسب حالته وله مظهران:
أ- التفاوت بين القدرات العقلية للطالب والمستوى التحصيلي.
ب- تفاوت مظاهر النمو التحصيلي للطالب في المقررات أو المواد الدراسية.
فقد يكون مستواه "متفوقا في الرياضيات" و "عاديا في اللغات"
و "يعاني صعوبات تعلم في العلوم أو الدراسات الاجتماعية"
وقد يكون التفاوت في التحصيل بين أجزاء مقرر دراسي واحد ففي اللغة العربية مثلا قد يكون "طلق اللسان في القراءة" و "جيدا في التعبير"
و لكنه "يعاني صعوبات في استيعاب دروس النحو أو حفظ النصوص الأدبية".
2- محك الاستبعاد:
حيث يستبعد عند التشخيص وتحديد فئة صعوبات التعلم الحالات
الآتية:
"التخلف العقلي ـ الإعاقات الحسية ـ المكفوفين ـ ضعاف البصر ـ
الصم ـ ضعاف السمع ـ ذوي الاضطرابات الانفعالية الشديدة
مثل الاندفاعية والنشاط الزائد ـ حالات نقص فرص التعلم أو الحرمان الثقافي".
3- محك التربية الخاصة:
ويرتبط بالمحك السابق ومفاده أن ذوي صعوبات التعلم لا تصلح
لهم طرق التدريس المتبعة مع التلاميذ العاديين فضلا عن عدم
صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين، وإنما يتعين توفير لون من التربية الخاصة من حيث "التشخيص والتصنيف والتعليم" يختلف عن الفئات السابقة.
4- محك المشكلات المرتبطة بالنضوج:
حيث نجد معدلات النمو تختلف من طفل لآخر مما يؤدي إلى صعوبة تهيئته لعمليات التعلم .
فما هو معروف إن الأطفال الذكور يتقدم نموهم بمعدل أبطأ من الإناث مما يجعلهم في حوالي الخامسة أو السادسة غير مستعدين أو مهيئين من الناحية الإدراكية لتعلم التمييز بين الحروف الهجائية قراءة وكتابة مما يعوق تعلمهم اللغة ومن ثم يتعين تقديم برامج تربوية تصحح قصور النمو الذي يعوق عمليات التعلم سواء كان هذا القصور يرجع لعوامل وراثية أو تكوينية أو بيئية ومن ثم يعكس هذا المحك الفروق الفردية بين الجنسين في القدرة على التحصيل.
5- محك العلامات الفيورولوجية:
حيث يمكن الاستدلال على صعوبات التعلم من خلال التلف العضوي البسيط في المخ الذي يمكن فحصه من خلال رسام المخ الكهربائي وينعكس الاضطراب البسيط في وظائف المخ في الاضطرابات الإدراكية البصري والسمعي والمكاني، النشاط الزائد والاضطرابات العقلية، صعوبة الأداء الوظيفي.
ومن الجدير بالذكر إن الاضطرابات في وظائف المخ ينعكس سلبيا على العمليات العقلية مما يعوق اكتساب الخبرات التربوية وتطبيقها والاستفادة منها بل يؤدي إلى قصور في النمو الانفعالي والاجتماعي ونمو الشخصية العامة.
ولعله من المفيد هنا أن نميز بين مجالين صعوبات التعلم والتي سبق الاشارة إليها وهما:
أولا: مجال صعوبات التعلم الإنمائية.
ثانيا: مجال صعوبات التعلم الأكاديمية.
أولا: مجال صعوبات التعلم الإنمائية:
يطلق على مصطلح "العمليات النفسية" صعوبات التعلم الإنمائية وتشتمل على مظاهر القصور في المهارات الأساسية التي تعد متطلبات
مسبقة للتعلم مثل الإدراك والانتباه والذاكرة وهي وظائف عقلية
أولية أما التفكير واللغة فهي وظائف ثانوية وتتداخل مع بعضها
البعض.
وتلك المهارات يحتاج إليها الطفل لكي يتعلم المواد الأكاديمية، وإن حدوث اضطراب في أي من العمليات الأولية يؤثر على العمليات الثانوية وبالتالي على تحصيل الأطفال في الموضوعات الأكاديمية، وتظهر ملامح الصعوبة لديهم في القراءة، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق، أو إجراء العمليات الحسابية.
وصعوبات التعلم الإنمائية يمكن أن تؤثر تأثيرا واضحا على التعلم الأكاديمي للطفل.
على سبيل المثال فإن تعلم الكتابة يتطلب كفاءة لدي الطفل في كثير من المهارات الحركية والتآزر البصري الحركي، والذاكرة التتابعية وما شابه ذلك من مهارات.
وعلى سبيل المثال أيضا فإن تعلم القراءة يتطلب أن يكون لدي الطفل كفاءة عالية في القدرة على فهم واستيعاب اللغة واستخدامها، كما أنه يحتاج إلى مهارة الإدراك السمعي للتعرف على أصوات الكلمات، والقدرة البصرية لتمييز الأحرف والكلمات.
وإذا نظرنا إلى تعلم الحساب نجد أنه يتطلب الكفاءة في المهارات البصرية المكانية، والمفاهيم الكمية، والمعرفة بالأرقام.
وعلي ذلك فإن القصور الذي يواجهه الطفل في المهارات المسبقة "بشكل منفرد أو في تجمعات منها" يلعب دورا أساسيا في معاناته من صعوبات التعلم الأكاديمية مستقبلا.
وسوف نتعرض بإيجاز لصعوبات التعلم الإنمائية الأولية التي يتعرض لها الأطفال في الفصل الدراسي، وكيف يمكن إيجاد التدخل المناسب لعلاج تلك المشكلات.
أولاً: مشكلات الإدراك:
يتضح معنى الإدراك من خلال تعريف كاجان وهيفمان بأنه
"العملية التي يصبح الأفراد من خلالها على وعي بالبيئة المحيطة بهم من خلال تنظيم وتفسير الدلالات والشواهد التي يحصلون عليها عن طريق الحواس".
فالإدراك هو "عملية تمييز وتفسير المعلومات الحسية، إنه القدرة العقلية لإعطاء معاني للاستثارة الحسية".
فعلي سبيل المثال: فإن المربع يجب أن يدرك كشكل كامل وليس كخطوط منفصلة. ولما كان الإدراك مهارة متعلمة ، فإن عملية التدريس يمكن أن يكون لها تأثيرا مباشر علي التسهيلات الإدراكية للطفل.
وقد أكدت نظريات التعلم على أهمية الإدراك في مجال التعلم المدرسي سواء كان ذلك حسياً أو حركياً، وعلى هذا الأساس فقد يكون الطفل الذي يعاني من مشكلات في الإدراك الكلي للمثيرات الموجودة أمامه في موقف
التعلم يعاني من مشكلات في التعلم ناتجة عن هذا العجز أو الاضطراب الإدراكي.
الإدراك والنظم الإدراكية:
الأفكار التي نبعت من علم نفس الجشتالت أثرت علي التطور المبكر لمجال صعوبات التعلم.
كثير من العلماء الأوائل في المجال مثل الفرد ستراوس استخلصوا أن الاضطرابات الإدراكية كانت خاصية مشتركة لدي الأطفال الذين قاموا بفحصهم وتعليمهم، ويتضح هذا التأثير القوي لمفهوم الاضطرابات الإدراكية في تعاريف صعوبات التعلم، في نطاق العبارة التي تقول: اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية.
وأثبتت العديد من الدراسات وجود المشاكل الإدراكية بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم أكثر من وجودها بين الأطفال العاديين، ولكن هؤلاء الأطفال يتفاوتون فيما بينهم في طبيعة ونوعية هذه المشاكل التي يعانون منها،
فقد يعاني البعض من صعوبات في الإدراك البصري الذي يتضمن صعوبات في التنظيم وتفسير المثيرات البصرية، ومنهم من يعاني من صعوبات في الإدراك السمعي الذي يتضمن تفسير وتنظيم المثيرات السمعية،
ومنهم من يعاني من مشاكل أو صعوبات في الإدراك الحركي أو التناسق العام وتآزر أعضاء الجسم خاصة أثناء الحركة والكتابة أو في التآزر البصري من النظام الحركي، وقد يعاني البعض من أكثر من مشكلة إدراكية في
وقت واحد.
وينتج عن ذلك بطء النظم الإدراكية، وضياع أو فقد الكثير من المعلومات وخاصة إذا كان إيقاع عرض أو تدفق المعلومات سريعا، أو على الأقل لا يواكب معدل عملية التجهيز والمعالجة لديهم وهو ما يعرف بصعوبات سرعة الإدراك.
وتبدو أعراض صعوبات التعلم المتعلقة ببطء الإدراك أو النظم الإدراكية فيما يلي:
- ضعف ملموس في القدرة علي الاسترجاع poor recall.
- تردد في الأداء المعرفي ورفض أداء المهام retrogression.
- ضعف وانخفاض الانتباه poor attention.
- نوبات مزاجية من الغضب الحاد، أو اضطرابات مزاجية حادة temper tantrums.
- نوبات مرضية seizures.
- استجابات مأساوية أو فاجعة catastrophic responses .
وتشير الدراسات والبحوث إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يتعلمون بأنفسهم تكييف نشاطهم الذاتي كي يتجنبوا زيادة عبء التجهيز والمعالجة.
ومن ذلك مثلا ما وجده بعض الباحثين من أن بعض الأطفال يتجنبون النظر إلى وجه المتحدث خلال الحديث، وعندما سئل هؤلاء الأطفال عن سبب ذلك كانت إجاباتهم أنه لا يمكنهم الجمع بين متابعة النظر إلى وجه المتحدث وفهم ما يقول.
ومعني ذلك أن المثير البصري موضوع المشاهدة يتداخل مع قدرة هؤلاء الأطفال علي الفهم خلال الوسيط السمعي.
أساليب التدخل العلاجي للصعوبات الإدراكية:
وضع فروسيتج وهورن برنامج تدريبي لمشكلات الإدراك البصري، يسير البرنامج طبقاً للمناطق التي يتم تقييمها بواسطة المقياس الإنمائي للإدراك البصري " لفروسيتج وآخرون".
وتتكون التدريبات من:
1- تدريبات الشكل والخلفية:
يطلب من الطفل أن يحدد الأشكال المتداخلة مع أشكال وخطوط أخرى وأن يتتبع الأشكال في الأرضية الأكثر تعقيداً.
2- تدريبات الاتساق الإدراكي:
يتم تدريب الطفل على التعميم الإدراكي وأن يدرك أن الشيء
يظل كما هو على الرغم من عرضه في أشكال وأحجام
مختلفة.
3- تدريبات الوضع في المكان:
تقدم التدريبات لمساعدة الطفل الذي يظهر ميولاً لعكس الأشياء، ويطلب من الطفل أن يضع نفسه في مواضع مختلفة في علاقته بالأشياء الموجودة داخل الفصل الدراسي.
4- تدريبات التآزر البصري الحركي:
يقدم للطفل مجموعة من التدريبات في أوراق تتضمن خطوطاً معينة وعلى الطفل أن يرسم المطلوب منه في نطاق الورقة، وصعوبة تلك التدريبات في تتبع الشكل على الورقة.
5- تدريبات في العلاقات المكانية:
هذه التدريبات صممت لتنمية إمكانيات الطفل لإدراك العلاقات المكانية بين الأشياء وتتضمن الواجبات عدداً من الأنشطة يطلب فيها من الطفل ملاحظة العلاقات المكانية.
كما قدم كيفارت وآخرون برنامجاً للتخفيف من صعوبات الإدراك الحركي تتضمن مجموعة من الأنشطة مثل:
1- المشي على ألواح خشبية لتدريب الطفل على الاتجاهات، وعملية الوقوف والتوازن.
2- استخدام خشبة التوازن لمساعدة الطفل على تحديد مركز الجاذبية ومساعدته لتحقيق التوازن للجسم في الجانب الأيمن والأيسر.
3- القفز على منصة "البهلوان" للمساعدة في تكوين مفهوم الجسم والتناسق الجسمي والتوازن السليم.
4- القيام بتمرينات إيقاعية جسدية تفيد في عملية التآزر الجسدي باستخدام كلا من الإيقاعات اللمسية والبصرية والسمعية.
ويتم استخدام أسلوب تحليل المهام والعمليات النفسية لعلاج مشكلات الإدراك في ضوء:
1- تجديد المشكلة والمهارات الفرعية المرتبطة بها.
2- تحليل سلوكي للطفل.
3- تحديد العمليات النفسية المرتبطة بالمهمة المراد تعلمها.
4- كتابة أهداف العلاج والأنشطة العلاجية الملائمة.
ثانياً: مشكلات الانتباه:
الانتباه هو "عملية معرفية لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر"، فالمدرسون يتمكنون فقط من ملاحظة أداء الطفل والوصول إلى استنتاجات فيما إذا كان منتبها أم لا، وهذا هو السبب الذي يجعل المحللون السلوكيون ينظرون إلى الانتباه على أنه "سلوك الانتباه".
وفي ضوء ذلك يعرف الانتباه بأنه "القدرة على اختيار العوامل المناسبة ووثيقة الصلة بالموضوع من بين مجموعة من المثيرات الهائلة: سمعية،
أو لمسية، أو بصرية، أو الإحساس بالحركة التي يصادفها الكائن الحي في كل وقت".
وحين يحاول الأطفال الانتباه والاستجابة لمثيرات كثيرة جداً فإننا نعتبر الطفل مشتتاً، ويصعب على الأطفال التعلم إذا لم يتمكنوا من تركيز انتباههم على المهمة التي بين أيديهم.
وعندما يفشل الطفل في إتباع تعليمات المدرس في الفصل والإجابة عن التساؤلات التي توجه إليه أثناء الدرس، فإن انتباهه في تلك الحالة قد يكون مشتتاً، وعلى النقيض من ذلك فإن الطفل الذي يداوم النظر إلى المدرس أثناء الدرس ويشترك معه في المناقشات التي تدور في الفصل، ويتبع تعليمات المدرس فإن هذا الطفل يظهر أنه أكثر انتباهاً وتركيزاً في الموقف التعليمي، وعندما يتشتت انتباه الطفل فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لديه في الموضوعات الأكاديمية، مما يوحي بأن لديه مشكلات في التعلم، وذلك مقارنة بزملائه الأكثر انتباها وتركيزا منه داخل الفصل
الدراسي.
وتبدو مظاهر عجز الانتباه في:
1- الحركة الزائدة.
2- الخمول والكسل.
3- تثبيت الانتباه.
4- التشتت.
5- الاندفاعية.
6- القابلية لشرود الذهن.
أساليب التدخل العلاجي لمشكلات الانتباه:
لا يمكن تحسين سلوك الانتباه بشكل مجرد وإنما يجب أن يتم تحسينه وتطويره بشكل يرتبط بالمهارة وذلك من خلال:
- توجيه انتباه الطفل نحو المثيرات المرتبطة بالمهمة.
- التقليل من المثيرات غير المرتبطة بالمهمة.
- زيادة حدة المثيرات ذات العلاقة بالمهمة.
- استخدام المثيرات والخبرات الجديدة وغير المألوفة.
- استخدام الفرد للحواس أثناء عملية التدريب.
- عرض الموضوعات والمواد في صورة متجانسة ومتسلسلة.
- زيادة الوقت المطلوب للانتباه.
- وضع عناصر المهمة في صورة وحدات يسهل تعلمها.
- أن تكون المادة التعليمية المقدمة ملائمة لقدرات الطفل.
- شجع نجاح الطفل باستمرار وعزز المثيرات المرتبطة بالمهمة.
- درب الطفل على أساليب مراقبة الذات والتوجيه الذاتي.
ثالثاً: مشكلات الذاكرة:
الذاكرة هي "قدرة الفرد على الاحتفاظ بما لديه من خبرات متعلمة" ويسمى ذلك النوع من التذكر بالحفظ.
أما النسيان فهو "الإخفاق في استرجاع الخبرة السابقة للانتفاع بها في مواقف الحياة المختلفة".
والذاكرة جزء أساسي وضروري في عملية التعلم للاستفادة من الخبرات السابقة وربطها بالخبرات الجديدة.
وتتألف الذاكرة من ثلاث عمليات:
1- تصنيف المعلومات.
2- القدرة عل التخزين والاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة لاستخدامها مستقبلاً.
3- القدرة على الاسترجاع واستدعاء المعلومات التي سبق تعلمها.
والذاكرة بهذا المفهوم قائمة على المعنى والحفظ والاسترجاع وقد تكون "الذاكرة قصيرة" أو "طويلة المدى"، وهي أما "سمعية" أو "بصرية"
أو "حركية".
ويظهر الأطفال ذوي صعوبات التعلم اضطرابات واضحة في العمليات التي تتطلب الاعتماد على الذاكرة في التفكير.
فمنهم من يعاني من اضطراب واضح في تذكر المعلومات التي تعتمد على الذاكرة السمعية التي تتعلق باسترجاع المعاني والمفاهيم والخبرات المسموعة.
ومنهم من يعاني من اضطراب في تذكر المعلومات التي تعتمد على الذاكرة البصرية، أو المعلومات المعتمدة على الذاكرتين السمعية والبصرية معاً.
كذلك نجد بعض من الأطفال يعانون من اضطراب في التفكير والقدرة على حل المشكلات وفهمها وتنسيق المعلومات وتنظيم النتائج وقد يجمع البعض بين اضطرابات الذاكرة واضطرابات التفكير معاً في وقت واحد.
ويذكر كيرك وشالفانت مجموعة من الاقتراحات العلاجية يمكن للمدرس استخدامها لمساعدة الطفل على تذكر ما سبق وأن تعلمه والخبرات التي
مر بها، ومنها:
1- اختر المحتوى المراد تعلمه واكتب أهدافاً للذاكرة.
2- حدد مبدئياً ما يتوقع أن يتذكره الطفل أثناء التعلم.
3- نظم المعلومات المطلوب من الطفل تذكرها.
4- اعرض المعلومات بصورة مبسطة ومتتابعة.
5- اختر استراتيجيات التدريب واسترجاع المعلومات.
6- علم الأطفال على مراقبة أدائهم على كل من مهمات الاستدعاء والمهمات المعرفية المطلوب تذكرها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://specialistaddress.yoo7.com
 
بحث صعوبات التعلم الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث صعوبات التعلم الجزء الثاني
» بحث صعوبات التعلم الجزء الثالث
» بحث صعوبات التعلم الجزء الرابع
» ورشة عمل صعوبات التعلم
» ورشة عمل صعوبات التعلم النمائي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أخصائية تخاطب أ. نهى رضوان :: صعوبات التعلم :: صعوبات تعلم-
انتقل الى: