تدريب الأطفال التوحديين على استخدام الحمام
إعداد
أ.رمزي محفوظ
معلــم تربية خاصة
أكاديمية التربية الخاصة
للتوحد
مقدمة
إن مهارة دخول الحمام باستقلالية من أهم المهارات التي يجب على الطفل التوحدي تعلمها، ورغم صعوبة ذلك وصعوبة تطورها إلا أن تعلم الطفل التوحدي هذه المهارة ممكن, وذلك سوف يشعره بالثقة بالنفس والتحكم في بيئته. يكون التدريب علي الحمام مثل تعليم باقي السلوكيات الأخرى المتعلمة و يجب مراعاة التأييد الإيجابي نحو استخدام الحمام مثل إعطاء رد فعل مناسب لأحداث الحمام سواء أن كان رد فعل إيجابي أو سلبي يمكن أن يستشعره الطفل بنفسه.
سأحاول في عرضي هذا أن أوضح أسباب تأخر التوحديين في استخدام الحمام وأيضاً الامور التي يجب مراعاتها قبل التدريب على الحمام، وبعد ذلك نعرض طريقة التدريب على كافة مهارات الحمام، وفي النهاية أعرض بعض المشكلات وأحاول تحليل أسبابها وإيجاد بعض الحلول لها.
أ.رمزي محفوظ
أسباب تأخر الطفل التوحدي في تطوير مهارة استخدام الحمام
1. الاضطرابات اللغوية: حيث يصعب على الطفل التوحدي اعتماد أسلوب في التعبير عن احتياجه لدخول الحمام، فقد يقوم بالبكاء أو الصراخ أو إظهار سلوكيات نمطية معينة.
2.انشغال الطالب بسلوكه النمطي: فقد يقضي الطفل وقتاً طويلاً منشغلاً في إظهار سلوكيات نمطية تسبب له استثارة داخلية مثل الهز أو الرفرفة أو النشاط الزائد.
3. نوبات الغضب: فقد تصيب الطفل التوحدي نوبات غضب وملل من التدريب ويقوم للتنفيس عن غضبه و للتهرب من التدريب بالتبول على نفسه مثلاً.
4. مصاعب حسية: حيث يعاني الكثير من الأطفال التوحديين صعوبة في معالجة المعلومات الحسية. بحيث يصعب عليه عند احساسه بالتبول مثلاً أن يفسر هذا الإحساس بأنه يجب الذهاب إلى الحمام.
5. القصور الاجتماعي: حيث أن المدح اللفظي أو الاهتمام الاجتماعي الذي يشجع الاطفال غير التوحديين على استخدام المرحاض غالباً ما لا يفهمه الطفل التوحدي.
6. الإصرار على الروتين: وهذا له توابع سلبية وايجابية في تدريبهم على استخدام الحمام...
7. القصور الإدراكي: حيث لا يعرف بعض الأطفال التوحديين ما يفترض بهم فعله في الحمام، بحيث أن الطفل يقف في وسط الحمام مثلاً أو على باب الحمام ويبدأ بالنظر إلى معلمه أو يتبول واقفاً دون خلع ملابسه أو يبدأ بعمل سلوك نمطي نظراً إلى أنه لا يعرف ماذا يفعله.
8. الخوف من الحمام: فمن الممكن أن يخاف الطفل التوحدي من دخول الحمام فيخاف من الماء مثلاً أو من فتحة مقعدة الحمام بحيث يتصور أنه سيقع فيها أو يخاف من صوت ماء السيفون عندما يضغط المعلم عليه وغيره من الأمور.
أمور يجب التاكد منها قبل البدء بالتدريب
أولاً: يجب التاكد قبل التدريب على الحمام من توفر الاستعداد لدى الطفل من الناحية الصحية للتدريب على الحمام، ومن الإشارات الدالة على استعداد الطفل للتدريب:
1. ينزعج الطفل من تبلل حفاظته لذلك نراه يحاول نزعها أو شدها.
2. يستطيع الطفل التحكم في عضلات المثانة.
3. لا يعاني مشكلات صحية تعيق التدريب مثل التهابات في المثانة أو المسالك البولية أو أي مشكلة صحية تؤدي إلى إعاقة استخدامه للمرحاض.
4. يمكنه البقاء جافاً لمدة ساعة على الاقل.
ثانيا: حاول قدر الإمكان بالتعاون مع العائلة ضبط مواعيد تناول الوجبات وشرب الماء والعصير ومواعيد أكل الحلوى...الخ، وذلك حتى تستطيع فيما بعد الوصول إلى مواعيد منتظمة لدخول الطفل إلى الحمام.
ثالثاً: محاولة تجهيز الحمام بما يتناسب مع قدرات الطفل وحجمه كأن نضع مسند للقدمين عندما يجلس الطفل على مقعدة الحمام أو نحاول تصغير فتحة المقعدة حتى لا يخاف الطفل الوقوع فيها وبالتالي يتجنب دخول الحمام، ويمكننا أيضاً جعل الحمام مكان محبب للطفل بحيث نضع فيه الألعاب التي يحبها.
رابعاً: اختبار المعززات المحببة للطفل ومعرفة جميع الأمور والأنشطة التي يحبها الطفل وذلك لاستخدامها لاحقاً في التدريب.
خامساً: استخدام صورة للدلالة على الحمام تكون واحدة في المدرسة والبيت.
خطوات التدريب على الحمام
أولا: (الملاحظة):
*الخطوة الاولى:
تتم الملاحظة عن طريق تصميم جدول حمام وذلك عن طريق تقسيم الجدول إلى فترات زمنية مدة كل فترة 30 دقيقة، وهنا نقوم بأخذ الطفل إلى الحمام في الوقت المحدد ونبقيه في الحمام لمدة 5 دقائق على الأقل، ونقوم بتسجيل استجابة الطالب لاستخدام الحمام سواء تبول أو تبرز، وتمتد فترة الملاحظة لمدة شهر تزيد أو تنقص حسب مستوى الطالب و حسب قدرة المعلم على ضبط العوامل المؤثرة في التبول والتبرز مثل الطعام والشراب والجو البارد...الخ.
* بعد الإنتهاء نقوم باستخراج الاوقات التي تكررت فيها استجابة الطالب إلى استخدام الحمام يومياً وننتقل بها إلى الخطوة التالية.
* الخطوة الثانية:
بعد إنهاء الخطوة الاولى ننتقل سريعاً إلى الخطوة التالية وهي زيادة الفترة الزمنية في جدول الملاحظة إلى ساعة كاملة ونستخدم نفس التعليمات في الجدول السابق، وبالعادة لا نأخذ وقت طويل في هذه الفترة (أسبوعين على الأقل).
* بعد الإنتهاء من هذه الفترة نقوم أيضاً باستخراج الأوقات التي تكررت فيها استجابة الطالب للحمام ونقارنها بأوقات الجدول الأول وذلك لنخرج بالأوقات اليومية لدخول الطالب إلى الحمام، والتي يفترض بها أن تكون الاوقات التي ستحدث فيها الاستجابة الصحيحة، والتي سيتم فيها التدريب على جميع مهارات استخدام الحمام للطفل التوحدي.
التدريب على مهارات استخدام الحمام
أولاً: خطوات التدريب على قضاء الحاجة:
1. أن يذهب الطفل إلى الحمام ويقترب من مقعدة الحمام.
2. أن ينزل الطفل ملابسه ( وتترافق هذه الخطوة مع التدريب على فتح الأزرار و إنزال سحاب البنطال)
3. أن يجلس الطفل على المرحاض مدة لا تقل عن 3 دقائق(ويجب هنا أن تتأكد من أن الطفل يتبول داخل المقعدة وذلك بان تساعده جسدياً بذلك بدايةً)
4. أن ينظف الطفل نفسه بعد قضاء الحاجة بالماء(ساعد الطفل جسدياً حسب حاجته)
5. أن يمسح الطفل بالمنديل ويجفف المياه(ساعد الطفل جسدياً حسب حاجته)
6. أن يرفع الطفل ملابسه ( وتترافق هذه الخطوة مع التدريب على تركيب الأزرار و رفع سحاب البنطال).
ثانياً: خطوات التدريب على غسل اليدين:
1. أن يرفع الطفل أكمام القميص.
2. أن يفتح الطفل صنبور الماء.
3. أن يغسل الطفل يديه بالماء.
4. أن يلتقط الطفل الصابون.
5. أن يفرك الصابون بيديه الاثنتين(حاول استخدام حجم صابون صغير في البداية).
6. أن يرجع الطفل الصابون إلى مكانه.
7. أن يغسل الطفل يديه من الصابون.
8. أن يغلق الطفل صنبور االماء.
9. أن يجفف الطفل يديه بالمناديل أو بالمنشفة.
10. أن ينزل الطالب أكمام القميص.
* ملاحظة هامة: ساعد الطفل جسدياً في جميع هذه الخطوات حسب حاجته وذلك بوقوفك خلفه ممسكاً بساعديه.
ثالثاً: خطوات تدريب الطفل على تفريش الأسنان:
1. أن يفتح الطفل المعجون.
2. أن يضع الطفل المعجون على الفرشاة.
3. أن يفرشي الطفل أسنانه الظاهرة وأسنانه من داخل فمه.
4. أن يغسل الطفل فمه بالماء(حاول تدريبه على إدخال الماء إلى فمه وإخراجه وذلك بعمل ذلك أمامه أو إدخال الماء في فمه و إنزال رأسه إلى الأسفل و مسك جوانب فمه بلطف وحثه على إخراج الماء.
5. أن يغلق الطفل معجون الأسنان.
6. أن يجفف الطفل يديه وفمه بالمنديل او المنشفه.
* ملاحظة هامة: ساعد الطفل جسدياً في جميع هذه الخطوات حسب حاجته وذلك بوقوفك خلفه ممسكاً بساعديه.
مشكلات وحلول
المشكلة: الخوف من صوت السيفون
السبب: نظراً للمشكلات في ترجمة الأصوات قد يكون صوت السيفون مرتفعا جداً على سمع الطفل.
الحل: يمكن استخدام قيصرية التدريب على دخول الحمام ووضعه بجوار كرسي المرحاض لفترة من الزمن، أو حاول إفراغ ماء السيفون بعد خروج الطفل من الحمام.
المشكلة: التفريغ المتكرر للسيفون.
السبب: قد يبهج الطفل صوت التفريغ المتكرر لماء السيفون.
الحل: قم بتغطية مقبض السيفون.
المشكلة:يرفض دخول الحمام.
السبب: قد يكون ضوء الحمام قوياً بالنسبة للطفل أو أن الأرضية مزدحمة بالأشكال والألوان، أو أن الطفل يخاف من الحمام أو قد تكون المياه باردة.
الحل: اجعل الترتيبات في الحمام مريحة للطفل مثل أن تجعل الحمام مكان محبب للطفل بأن تضع فيه أشياء محببة للطفل من الألعاب الروائح والماء الدافىء اجعل الحمام يبدو بيئة هادئة.
المشكلة:يخاف من الجلوس على كرسي المرحاض.
السبب: قد يشعر الطفل بأنه سيقع بداخل الكرسي وقد يتضايق من كون أرجله مرفوعة عن الأرض أو قد يخاف من فتحة المقعدة الكبيرة.
الحل: دربه على الجلوس وكرسي المرحاض مغلق، استخدم ساندا للقدمين، استخدم القالب الذي يصغر حجم الفتحة.
المشكلة:لا يخرج البراز إلا في الحفاضة:
السبب: قد يصعب على الطفل كسر الروتين الذي تعود عليها أو لا يفهم المطلوب منه.
الحل: أفرغ حفاضتة أمامه في كرسي المرحاض، عندما تلاحظ أي إشارات تدل على أن الطفل يريد إزالة البراز، خذه إلى الحمام وشجعه على قضاء الحاجة على كرسي التدريب وهو يرتدي حفاضة.